نوفل "خط الصعيد".. الأسطورة التي صنعها الأمن وأجهز عليها
كاتب الموضوع
رسالة
المدير العام للموقع Admin
عدد المساهمات : 330 نقاط : 2175 تاريخ التسجيل : 22/10/2012 العمر : 52
موضوع: نوفل "خط الصعيد".. الأسطورة التي صنعها الأمن وأجهز عليها الخميس ديسمبر 13, 2012 5:08 pm
القاهرة : وأخيرا سقط نوفل سعد الدين "خط الصعيد الجديد" صريعا برصاص الشرطة بعد ان صال وجال ونشر الرعب في ربوع محافظة قنا بصعيد مصر طوال السنوات الماضية. سادت الفرحة
المشوبة بالحذر ربوع "حمرة دوم" بلد الشقي الخطر واخذ الكل يتندر بالمذابح المرعبة التي ارتكبها خط الصعيد والاشاعات التي اطلقها حوله من انه مسنود من كبار قيادات وزارة الداخلية ومن اجل ذلك يتم غض الطرف عن تنفيذ الاحكام الصادرة ضده والتي بلغ مجموعها 75 عاما و كيف حول بيته إلي قلعة حصينة مسلحة بالبنادق الالية و كان يشيع انه يصعب اقتحامها.
جاء حادث مقتل خط الصعيد ليؤكد استمرار خطة وزارة الداخلية المصرية في مواجهة البؤر الاجرامية واتخاذ الاجراءات الامنية لتصفيتها وضبط العناصر الخطرة التي تتخذ من المناطق النائية ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة اوكارا لممارسة الانشطة الاجرامية المختلفة بالاستعانة بالخارجين عن القانون . ملفات اجهزة الامن حوت العديد من التقارير الامنية حول خط الصعيد ومن بين ماجاء فيها انه يدعي نوفل سعد الدين ربيع سليم و عمره "40 عاما عاطل" ومقيم بقرية حمرا دوم التابعة لمركز نجع حمادي وهو مسجل خطر فرض سيطرة و قتل وسبق اتهامه و الحكم عليه في عدد 15 قضية قتل ومقاومة سلطات وسرقات بالاكراه واحراز اسلحة نارية ومخدرات . كما سبق اعتقاله جنائيا عام 1986 لخطورته علي الامن العام ومحكوم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة في عددمن القضايا منها قتله ابن شقيقه عمدا، ومقاومة السلطات وقتل مجندين بالامن المركزي واحراز مخدرات وسلاح.
وبحسب صحيفة "الوفد" اكدت الملفات و التقارير الامنية ان خط الصعيد يتخذ من منطقة حمرا دوم التابعة لمركز نجع حمادي وكرا للممارسة نشاطه الاجرامي مستغلا طبيعتها الجغرافية المتاخمة للجبل الشرقي واحاطتها بزراعات القصب الكثيفة ووجود خصومات ثأرية بينه وبين بعض عائلات المنطقة، كما يرتبط بخصومة ثأرية مع اولاد شقيقه منذ عام 1998 ويستعين ببعض اقاربه والخطرين المسلحين لتوفير الحماية له، وقد سبق استهداف المتهم عدة مرات الا انه كان يتمكن من الهرب داخل زراعات القصب او المناطق الجبلية المحيطة بقريته بعد تبادل اطلاق النيران مع القوات، واصيب خلال تلك المصادمات اثنان من رفاقه، كما توفي في احداها مجندان بالامن المكزي، وتوفي في احدي المواجهات الشقي الخطر عراك الاسعد احمد ربيع "عاطل" زوج ابنته والمحكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية مقاومة سلطات وحيازة سلاح آلي بدون ترخيص.
كانت بدايه سطوع نجم نوفل سعد الدين خط الصعيد في عالم الجريمة و النفوذ في اوائل التسعينات حينما اشتدت المواجهات المسلحة بين اجهزة الامن و فلول الجماعات الارهابية وقتها اقتضت المصلحة العامة ان يتم استخدام بعض الخطرين علي الامن ممن يتقنون فنون المطاردة في جبال الصعيد و علي دراية واسعة بدروب الجبال والوديان للاستعانة بهم في مطاردة افراد الجماعات الارهابية ووقتها وقوع الاختيار علي نوفل و جماعته للاشتراك في مطاردة افراد الجماعات المتطرفة في مركز نجع حمادي و اشترك بالفعل في العديد من الحملات التمشيطية للجبال وزراعات القصب بأسلحته الشخصية ولم تكن تلك المساندة قاصرة علي منطقة نجع حمادي بل امتدت إلي المراكز الجنوبية من المحافظة .فقد استدعته الاجهزة الامنية إلي مركز قفط بعد مقتل احد مساعدي الشرطة بقرية البارود و قام هو ورجاله بتمشيط الزراعات، وكان نوفل واعوانه يجوبون المناطق المحيطة بهم حاملين اسلحتهم الالية و متباهين بعلاقتهم بالاجهزة الامنية .
و شهدت تلك الفترة النفوذ المتصاعد لنوفل إلي حد دفعه بالتباهي بعلاقاته ببعض افراد الاجهزة الامنية واشاع حوله انه مسنود ومباح له ارتكاب ما يشاء من الجرائم بلا محاسبة واستند في ذلك إلي صدور العديد من الاحكام ضده دون ان يتم تنفيذها، وزاد من نفوذه قيام بعض مرشحي الانتخابات البرلمانية باستخدامه كدرع واق في الحملات الانتخابية واللعب به كورقة لتصفية الحسابات مع المرشحين بواسطة رجاله وهم من الخارجين عن القانون ويدينون له بالطاعة العمياء. وتمكن خط الصعيد من تحويل قريته إلي ثكنة عسكرية مدججة بكافة انواع الاسلحة الخفيفة .
وتزايد نفوذ نوفل وعلي الرغم من ان صراع العرب و الهوارة بالمنطقة هو محور جرائم الثأر الا ان صراع نوفل سعد الدين ربيع لم يخرج من نطاق قبيلته وابناء عمومته فهو ينتمي إلي قبيلة هوارة البلابيش عائلة سليمان ولديه خلاف مع ابناء عمومته من عائلة هنداوي وفقد في تلك الصراعات والده عام 1993 وشقيقه عبود سعد الدين عام 1997 ومن قبلهما شقيقه فيصل عام 1979 وكذلك ابن عمه ومجموعة من اعوانه. ولم ينج من بطش نوفل اقرب الاقربين إليه فبعد مقتل شقيقه فيصل في معركة ثأرية عام 1979 مع عائلة هنداوي قام بطرد زوجة اخيه واولادها شمبري و ناهض من القرية واستولي علي املاك اخيه فلجأت الزوجة إلي اشقائها لتربية اولادها ثم طالب ابناء فيصل من عمهما خط الصعيد نصيبهما في الارض التي سبق واستولي عليها الا انه رفض وقام بقتل ابن اخيه شمبري وعمره 18 سنة عام 1998 كما اصاب ابن شقيقه الثاني ناهض بطلق ناري بفخذه الايمن . ووقتها قام اخوال الابن المصاب بتهريبه حتي لا ينال نفس مصير شقيقه .
وطوال تلك الفترة لم تكن اجهزة الامن بعيدة عن نوفل وجرائمه و خلال الايام الماضية وردت معلومات تفيد تواجد بعضهم بمدينة الاسكندرية وامكن تحديد مكان اختفائهم وضبطهم وتبين ان احدهم محكوم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة و تم فحص موقفهم الامني و اتخاذ الاجراءات القانونية قبل المطلوبين منهم. وبناء علي توجيهات حبيب العادلي وزير الداخلية بالعمل علي ضبط خط الصعيد و اتخاذ الاجراءات اللازمنة حياله تم تشكيل حملة وفرق عمل لمطاردته اشرف عليها اللواء عبد الرحيم القناوي مساعد اول الوزير للامن و اللواء عدلي فايد مساعد وزير الداخلية و مدير مصلحة الامن العام واللواء محمد هلال مدير امن قنا و اللواء ممدوح مقلد مساعد مدير مصلحة الامن العام.
وخلال البحث رصدت الاجهزة الامنية امس الاول مكان اختفاء الشقي الهارب بالقرب من مسكنه واعد الكمين اللازم لضبطه بالاستعانة بالامن المركزي الا ان المذكور تمكن من الهرب بعد تبادل اطلاق الاعيرة النارية مع القوة. وفي وقت لاحق وردت معلومات لاجهزة البحث تفيد اصابة المتهم اثناء التعامل معه وتواجده بمنطقة الزراعات خلف منزله وانه استعان بأحد الاطباء لعلاجه و قيام بعض اعوانه من الخطرين المسلحين بحمايته ومن بينهم احمد سليمان ريان و ربيع عبود سعد الدين وشهرته ميزو و هو زوج ابنته ومنذر عاطف سليمان و جميعهم محكوم عليهم بالاشغال الشاقة المؤبدة .
علي الفور تم تعزيز القوات ومحاصرة المنطقة والاستعانة ببعض الشخصيات المؤثرة بالمنطقة لاسداء النصح إليه لتسليم نفسه الا انه رفض كافة محاولات النصح وبادر ومن معه بإطلاق الاعيرة النارية تجاه القوات فبادلته بالمثل واسفر التعامل معه عن مصرعه واصابة ابنته علا 20 سنة بطلق ناري بالذراع الايسر وعبد الرؤوف معبود سعد الدين 18 سنة وابن شقيقه بطلق ناري بمؤخرة الرأس والكتف و علي عبد الحكيم علي 13 سنة عامل لديه ومصاب بطلق ناري بالذراع الايمن. كما تبين اختباء زوجته والدكتور ابراهيم الفولي وهو طبيب الوحدة الصحية بالقرب من مكان الجثة واقر الاخير بإستدعائه لعلاج الشقي الخطر بعد اصابته بطلق ناري.
وعثر بجوار الجثة علي ثلاثة بنادق آلية، كما تم العثور علي 7 خزائن لبنادق ألية تحوي 178 طلقة وكمية من القطن والشاش والاربطة الطبية وبحوزة الشقي مبلغ 1600 جنيه. كما اصيب اثناء التعامل المجندان بالامن المركزي شادي عنتر عمر بطلق ناري بالقدم اليمني و حسني سيد محمد موسي بطلق ناري بالركبة اليمني . وفي وقت لاحق اخطرت مستشفي نجع حمادي بوصول احمد سليمان ريان "50 سنة" مصاب بطلقين ناريين بالقدم والساق اليسري واشارت التحريات إلي انه كان ضمن اعوان خط الصعيد المتولين حمايته اثناء التعامل معه وصادر ضده حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة، كما عثر مساء نفس اليوم اثناء تمشيط المنطقة علي جثة محمد حجري سيف النصر ربيع احد اقارب خط الصعيد مصابا بطلق ناري بالرأس .
وعندما حل الظلام امس علي قرية حمرة دوم شاهد اهالي القرية من وراء النوافذ المغلقة كيف تم نقل جثة خط الصعيد في سيارة ربع نقل إلي مستشفي نجع حمادي ليقبع في مشرحتها بجوار جثث اعوانه تمهيدا لتشييعهم لمثواهم الاخير .
نوفل "خط الصعيد".. الأسطورة التي صنعها الأمن وأجهز عليها