وضعت حالة امرأة بريطانية علامات استفهام عدة على مدى خطورة استخدام ملونات الشعر حيث تواجه خطر الموت حاليا.
جولي ماكيب البالغة من العمر “38 عاما” دخلت في غيبوبة بعد رد فعل تحسسي على استخدام مادة شائعة لصبغ الشعر.
وقدر اطباء ان فرصها في البقاء على قيد الحياة تبلغ 8 في المئة ولكن فرص شفائها التام تكاد تكون معدومة.
وحالة ماكيب هي الأحدث في سلسلة حالات تحدثت عنها وسائل الاعلام رابطة استخدام صبغة الشعر بردود افعال تحسسية خطيرة.
ويمكن
ان يكون رد الفعل التحسسي الشديد مميتا. وكانت الشابة البريطانية تباثا
ماكورت انهارت وتوفيت بعد ما يُعتقد بأنه رد فعل تحسسي على صبغة شعر منزلية
استخدمتها قبل 20 دقيقة من وفاتها.
ويُعتقد على نطاق واسع ان السبب
هو المركب العضوي بي ـ فنيلينديامين “p-Phenylendiamine” أو” بي بي دي”
الذي يُستخدم في ما يربو على 90 في المئة من صبغات الشعر الدائمة وفي جملة
استعمالات اخرى مثل الماكياج الدائم والأقمشة السوداء وحتى ورق الطباعة.
وهو ممنوع في جميع مستحضرات التجميل الأخرى مثل الآي لاينر أو الكحل السائل والماسكارا وغيرها التي كلها خالية من هذا المركب.
ويمكن
ان يُصاب بالحساسية التي يسببها هذا المركب 1.5 في المئة من السكان في
بريطانيا على سبيل المثال. ومركب “بي بي دي” طريقة شديدة الفاعلية لتغطية
الشيب ولا توجد حاليا بدائل تتيح الاستعاضة عنه.
ويقول مراقبون ان الشركات الكبرى لا تبدو في عجلة لإيجاد بدائل عن هذا المركب في حين ان الشركات الصغيرة لا تملك الموارد اللازمة.
وتكون
بعض الصبغات المؤقتة التي تدوم 6 الى 8 غسلات ولا تغطي الشيب، خالية من
مركب “بي بي دي” ولكن جميع الصبغات شبه الدائمة والدائمة عمليا تحوي هذا
المركب.
وحتى الصبغات التي لا تحويه يكاد يكون من المؤكد انها تحوي
بدلا منه المركب “بي تي دي PTD” المشابه بحيث ان من لديه حساسية من “بي بي
دي” تكون لديه على الدوام تقريبا حساسية من “بي تي دي” ايضا.
وقد
تفترض نساء كثيرات ان صبغات الشعر “الطبيعية” و”العضوية” و”الصديقة للبيئة”
تكون خالية من مركب “بي بي دي” ولكن هذا الافتراض نادرا ما يكون مصيبا.
ولا
توجد في السوق حاليا صبغة شعر تغطي كل الشيب من دون مركب “بي بي دي” أو
“بي اي دي”. والحناء رغم خلوها من هذين المركبين فانها لا تعطي النتيجة
المنشودة.
وتدعو الشركات ذات العلاقة باستمرار الى فحص الجلد للتأكد
من عدم تحسسه قبل 48 ساعة على الأقل من استعمال الصبغة. وهي نصيحة جيدة
لكنها ليست وافية.
وتعترف جمعية مستحضرات التجميل والعطور ان فحوص الجلد ليست قاطعة ولا مضمونة مئة في المئة.
وكتبت
سالي هيوز التي لها عمود في الملحق الاسبوعي لصحيفة “الغارديان” مختص
بقضايا التجميل انها تستخدم صبغة شعر شائعة منذ نحو 20 عاما ولم تشعر بشيء
أكثر من حكة خفيفة واحمرار طفيف في فروة الرأس ولكن العملية نفسها كادت
تقتلها ذات مرة دونما سبب معروف.